حول مدينة گناباد
تشير الشواهد المتبقية من المواقع الأثرية في المنطقة إلى استقرار الإنسان ووجود الحياة فيها منذ عصور ما قبل التاريخ. وتُعدّ گناباد إحدى المدن العريقة في إيران، إذ إنها – بفضل موقعها الاستراتيجي – كانت دوماً محطّ اهتمام الحكّام، حتى في العصر الأخميني. ويُجسّد قناة گناباد، التي أبهرت ناصر خسرو بعظمتها ويُنسب حفرها عند بعض الباحثين إلى بهمن بن إسفنديار بن گشتاسب بن لهراسب، رمزاً للازدهار والحيوية في هذه المنطقة منذ القدم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القناة تُعدّ أول وأهم موقع في محافظة خراسان الرضوي يُدرَج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما ذُكرت گناباد في روايات الشاهنامه باعتبارها أرضاً للمعارك والبطولات في العصر الأسطوري، وقد أُشير إلى بعض مناطقها في هذا الأثر الخالد. فعلى سبيل المثال، يُقال إن ساحة حرب “الاثني عشر رخ” كانت في مكان يُعرف بـ دار صوفه في گناباد وفي سهل زيباد؛ حيث تمركز الإيرانيون على جبل كناباد (الاسم القديم لگناباد) وتَمركز التورانيون في سهل زيباد.
تقع گناباد على بُعد نحو 260 كيلومتراً جنوب مدينة مشهد، وتضمّ العديد من المعالم التاريخية والطبيعية. ومن بين آثارها العديدة، تمّ تسجيل 140 موقعاً أثرياً في قائمة التراث الوطني الإيراني. كما تُعدّ گناباد مسقط رأس شخصيات علمية وثقافية بارزة مثل: العلّامة بهلول الگانابادي، خواجه اختيار منشي الگانابادي، أبو منصور الريّابي، الأستاذ باقدامان، وغيرهم من الأعلام الوطنيين.
نبذة موجزة عن تاريخ بجستان
تضمّ محافظة بجستان العديد من المواقع الأثرية، ويُرجَّح أن تاريخها يعود إلى العصر الأخميني. وقد عُرفت المدينة في الماضي بأسماء عدّة مثل: بوزستان، بزستان، بيژستان، ويعتقد بعض المؤرخين أن بانيها هو سام نريمان، بطل إيران الأسطوري. بينما يرى آخرون أن اسم بجستان أو “باغستان” (أرض الآلهة) يشير إلى جذور ترتبط بالعقائد السابقة للزرادشتية.
وأول جغرافي مسلم ذكرها هو ياقوت الحموي.
وفي العصر التيموري كانت بجستان ذات أهمية كبيرة، حتى إن مكانتها حالت دون أن يدمّرها تيمور نفسه.
وفي العصر القاجاري ازدهرت بجستان كمركز للتجارة، وساهم في ذلك وجود شبكة واسعة من الطرق والخانات مثل: فخرآباد، قاسمآباد، زينآباد وغيرها.
ونظراً لأهمية تراثها الثقافي، فقد أُعِدّ ملفّ “دير مزار” – وهو من أبرز المعالم الصخرية في إيران – تمهيداً لتقديمه إلى منظمة اليونسكو للتسجيل في قائمة التراث العالمي.
الجغرافيا الطبيعية لِگناباد
تبلغ مساحة محافظة گناباد 5,767.79 كيلومتراً مربعاً (ما نسبته 5% من مساحة المحافظة)، وتقع في جنوب محافظة خراسان الرضوي عند خط طول 58°41′ وخط عرض 34°21′، بمتوسط ارتفاع 1105 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
ويجعل موقعها الاستراتيجي منها عقدة مواصلات مهمة، إذ تمرّ عبرها الطرق الرابطة بين:
- مشهد وزابل وزاهدان (شرق إيران)
- مشهد وكرمان وبندر عباس (جنوب إيران)
- مشهد ويزد وأصفهان (وسط إيران)
وتحدّها:
- من الشمال: تربت حيدريه وكاشمر
- من الشرق: تربت حيدريه وخاف
- من الجنوب: قاين وفردوس
- من الغرب: فردوس وطبس
وتقع گناباد في سهل واسع يميل تدريجياً نحو الشمال. وقد اعتمدت في الماضي على القهاريز (القرىس / القنوات المائية) لتأمين مياه الشرب والزراعة، وامتدّ العمران على امتداد مسارات هذه القنوات.
وتتصف المنطقة بأنها شبه صحراوية وجبلية، ونهرها الوحيد البارز هو كال شور، وهو نهر ذو مياه غير صالحة للشرب.
